أجرى الحوار: كوريل شمعون
فنان آخر من أبناء شعبنا، سطع اسمه عالياً في سماء أغنيتنا، وأمسى نجماً من نجومها، بعد مسيرة طويلة زاخرة بالجهد والمثابرة والسهر والعطاء، فانتشر صيته في كل مكان، خاصة في دول المهجر التي تتواجد فيها جاليات شعبنا، وذلك عبر الحفلات الغنائية التي أقامها ونال من خلالها استحسانهم وإعجابهم، ولا زال يتواصل معهم بكل تميز وإبداع.. انه الفنان القدير الياس بيبا.
فمن أين جاءه هذا اللقب؟ وكيف ارتقى سلم النجاح؟ وما قصته مع بعض المواقف التي اعترضت سبيله؟ أسئلة حائرة عديدة حملتها اليه "بيت نهرين" فأجاب عليها بكل ترحاب واعتزاز، وذلك عبر حوار فني خاص، اليكم نصه:
بيت نهرين: بداية، هل لك أن تحدثنا عن كيفية دخولك العالم الفني؟
- دخلت عالم الغناء من خلال قيامي مع بعض الأصدقاء بتأسيس فرقة موسيقية غربية بإسم (فرقة عشتار)، حيث كنت أعزف الكيتار الى جانب الغناء وذلك في الأعراس والحفلات التي كانت تقام على نطاق البلدات والقرى الآشورية، وكذلك في الحفلات التي كانت تقيمها الأخويات الكنائسية في المناسبات القومية والدينية بمختلف المدن والمناطق السورية.
بيت نهرين: في أية سنة تأسست فرقتكم؟
- 1992.
بيت نهرين: ثم ماذا؟
- عام 1993 أصدرت الألبوم الأول والذي ضم (8) أغنيات من كلماتي وألحاني، وحظي بنجاح كبير. وفي العام 1995 أصدرت الألبوم الثاني وهو عبارة عن –كوكتيل– من الأغاني المنوعة المعروفة بالإضافة الى بعض الأغاني الخاصة.
بيت نهرين: وأين أصدرت هذين الألبومين؟
- في سوريا.
بيت نهرين: ومتى هاجرت؟
- عام 1996 هاجرت الى المانيا ولا زلت أقيم فيها لحد الآن.
بيت نهرين: وماذا عن نشاطاتك هناك؟
- أقوم بالغناء في الأعراس وإحياء الحفلات في مختلف مناطق هذا البلد، خاصة تلك التي يتواجد فيها أبناء شعبنا.
بيت نهرين: وبأية لغة تغني؟
- أنا أجيد الغناء بكل لهجات لغتنا الأم، والى جانب ذلك أتقن الغناء بالعربية، وقد قمت بتسجيل خمسة أغان، اثنتان منها صورتها –فيديو كليب– وتعرض كثيراً في قنواتنا الفضائية العزيزة.
بيت نهرين: طيب، ومتى كان ظهورك على المسرح الغنائي لأول مرة؟
- عام 1986 وعلى مسرح الشبيبة في تل تمر بالخابور.
بيت نهرين: هل هناك أي فنان آشوري تأثرت به في بداياتك الغنائية؟
- نعم، عملاق الغناء المرحوم بيبا وايوان أغاسي.
بيت نهرين: وما الذي دفعك الى الغناء؟
- حبي للموسيقى منذ الصغر.
بيت نهرين: كم أغنية لديك لحد الآن؟
- لدي (12) أغنية مسجلة و(15) جاهزة للتوزيع الموسيقي ولم أنتهي منها لضيق الوقت.
بيت نهرين: وهل لديك أية مشاريع فنية مستقبلية؟
- أحاول بكل جهدي تخصيص وقت للانتهاء من التوزيع الموسيقي وإصدار ألبوم جديد.
بيت نهرين: ما أطرف موقف صادفته في حياتك الفنية؟
- هناك الكثير من المواقف، لكن أبرزها هو ما حدث لي عام 2006 في مدينة فريدون الألمانية، حيث كنت مدعواً لإقامة حفلة غنائية. وفي الموعد المحدد وعند وصولي الى باب القاعة، لم يسمحوا لي بالدخول إلا بعد أن أدفع ثمن التذكرة، وبعد أن فشلت كل محاولاتي في إقناعهم، اضطررت الى دفع الثمن وأنا غير مستوعب للموقف، إذ لم أكن أتوقع مثل هذه المفاجأة أبداً. عموماً وبعد انتهاء الحفلة تحدثنا بالموضوع واعتبرت الأمر تبرعاً لدعم حفلتي!.
بيت نهرين: وما أسعد موقف؟
- أسعد ما شعرت به وأنا أغني على المسرح كان في مدينة حلب عام 1993، في أمر خاص.
بيت نهرين: طالما بات الأمر يخص المواقف، اذن فما أصعب أو أحرج موقف واجهته؟
- عام 2004 كنت مدعواً للمشاركة في حفل غنائي بمدينة هنكلو الهولندية الى جانب العديد من الفنانين السريان الأعزاء، وفي مقدمتهم الفنانة العزيزة نغم أدور موسى، ولكن بسبب انتهاء وقت الحفل لم يتسنى لي الغناء ولقد شعرت بالخيبة، وكان موقفاً صعباً علي لا أستطيع نسيانه حقاً.
بيت نهرين: لو لم تكن فناناً، ماذا كنت تحبذ أن تكون؟
- كنت أحبذ أن أكون محامياً.
بيت نهرين: ما نصائحك لفنانينا الجدد الذين هم في أول الطريق؟
- أقول لهم أيها الأعزاء، عليكم أن تتعلموا الموسيقى وأن تدرسوا النوطة لأنها الوسيلة الوحيدة لتطوير أغنية شعبنا ومن كل الجوانب.
بيت نهرين: ومن أين جاء هذا اللقب، وأعني (بيبا)؟
- مقدماً أرجو أن لا يظن الناس بأني أقوم باستغلال اسم الفنان الكبير الراحل بيبا وجعله بمثابة اسم الشهرة لي، كلا هذا ليس من مبادئي ولا من أخلاقي كانسان وكفنان. فكل ما في الأمر هو اني قد حملت هذا اللقب منذ البداية.
بيت نهرين: كيف؟
- لأنه اسم والدي. ففي قريتنا تل طال، دأب الناس على مناداة والدي بهذا الاسم (بيبا) كتصغير أو تدليل مقرب لإسمه (فيليبوس) وبالأحرى (بيليبوس). وهكذا صار الجميع يطلقون هذا اللقب علي وعلى اخواني كافة، وسنظل نحمله طول حياتنا.
بيت نهرين: أمنية لك لم تتحقق لحد الآن؟
- أمنيتي الكبرى هي أن أقوم بإحياء حفلات غنائية في وطني الأم بيت نهرين.
بيت نهرين: هل لديك أية كلمة أخيرة؟
- أشكر جريدة "بيت نهرين" العزيزة، وأحب من خلالها أن أعبر عن مشاعري تجاه هذا الشعب الصامد بوجه كل التحديات التي يواجهها في العراق. وأقول للجميع ان قلبي معكم وكل ما أتمناه هو أن تتضامنوا وتتوحدوا وأن تكونوا فوق كل الخلافات والمسميات، فنحن شعب واحد ودم واحد، وعاشت أمتنا العريقة.